تفاءلْ تعشْ في زمرة الســـعداء
قصيدة أعجبتني … :)
أأبقى على مرّ الجديدين في جوىً ... ويسعد أقوامٌ وهم نُظَــــــرائي؟
ألستُ أخاهم قد فُطِرنا ســـويّةً ... فكيف أتاني في الحياة شقـــــائي؟
أرى خَلْقَهم مثلي وخلقيَ مثلَهم ... وما قصّرتْ بي همّتي وذكـــــائي
يسيرون في درب الحياة ضواحكاً ... على حين دمعي ابتلّ منه ردائــي
أكان لسانيَ إن نطقتُ ملعثــــماً ... وكانوا إذا ناجَوْا من الفصحــاء؟
وهل كنتُ إمّا أشكل الأمرُ عاجزاً ... وكانوا لدى الجُلّى من الحكماء؟
ولستُ فقيراً أحسب المالَ مُسعِداً ... وليسوا - إذا فتّشتَهم – بثـــراء
وهل لهمو جودٌ بما في أكفّهـــمُ ... وإني مدى عمري من البخـــلاء؟
وهل أصبحوا في حين أمسيتُ مانعاً ... يجودون بالنعمى على الفقراء؟
وهل كلُّهم أصحابُ فضـــل ومنّةٍ ... وكنتُ أنا المفضولُ في الفضلاء؟
وهل ضربوا في الأرض شرقاً ومغرباً ... وكنتُ مللت اليومَ طول ثوائي؟
وهل كلُّهم أوفَوْا بكل عهودِهــم ... ومن بينهم قد غاض ماءُ وفائي؟
بَلى أخذوا يستبشرون بعيشهــــم ... سوايَ فقد عاينتُ قربَ بــلائي
لقد نظروا في الكون نظرةَ عـــابرٍ ... يمرّ على الأشياء دون عنــــــاء
وأصبحتُ في هذي الحياة مُفكّــراً ... فجانبتُ فيها لذّتي وهــــــنائي
ومن يُطِلِ التفكيرَ يوماً بــــما أرى ... من الناس لم يرتحْ ونال جــزائي
ومن يمشِ فوق الأرض جذلانَ مُظهِرًا ... بشاشتَه يمرُرْ بكـــــلّ رُواء
تُغنّي على الدوح الوريق حمــامةٌ ... فيحسبه المحزونُ لحنَ بكــــــــاء
وتبكي على الغصن الرطيب يظنُّها ... حليفَ الهنا تُشجي الورى بغِناء
ألا إنما بِشْرُ الحياة تفــــــــــــاؤلٌ ... تفاءلْ تعشْ في زمرة الســـعداء
* * *
تعليقات
إرسال تعليق